Month: يونيو 2021

مَنْ أنتَ؟

قال قائدُ مُؤتمرِنا على الانترنت: "صباحُ الخيرِ!" فقلتُ له :مرحبًا"، لكنَّني لم أكنْ أنظرُ إليهِ. كنتُ مشغولًا بصورتي على الشَّاشَةِ. هل أبدو هكذا؟ نظرتُ إلى وجوهِ الآخرين المُبتسمَةِ على الشَّاشةِ. نعمْ إنَّها مجموعتُنا. إذنْ لا بُدَّ من أنَّ هذا هو وجهي. يجبُ أن أفقدَ بعضَ الوزنِ. وأحصلَ على قَصَّةِ شعرٍ جيِّدَةٍ.

في ذهنِهِ كانَ فرعونًا عظيمًا جِدًّا. هو "أسدٌ بين…

التَّقدُّمُ نحوَ النُّضجِ الرُّوحيِّ

طلبتْ دراسةٌ استقصائِيَّةٌ حديثةٌ من المشاركين تحديدَ السِّنِّ الَّذي اعتقدوا بأنَّهم قد أصبحوا بالغين فيه. أشارَ الَّذين يعتبرونَ أنفسَهم بالغين إلى سلوكيَّاتٍ مُعَيَّنَةٍ كدليلٍ على بلوغِهم. تصدَّرَتْ الميزانيَّةُ وشراءُ بيتٍ قائمةَ علاماتِ البلوغِ. تراوحتْ أنشطةٌ أُخرى من طهيِ العشاءِ كُلَّ ليلةٍ وتنظيمِ المواعيدِ الطِّبيَّةِ، إلى ما هو نوعٌ من الدَّعابةِ أو الفُكاهةِ مثل القُدرةِ على اختيارِ تناولِ الوجباتِ الخفيفةِ في…

انقاذٌ إلهيٌّ

قادَ ضَابِطُ شرطةٍ سيَّارَتَهُ بجانبِ قَضيبِ سكَّةِ القِطارِ وهو يُوجِّهُ ضوءَ الكشَّافِ في الظَّلامِ عليه بعد تلقيِهِ مكالمةً مِنْ مواطنٍ مُهتمٍّ، حتَّى عثرَ على السَّيارةِ واقفةً على قضبانِ السِّكَّةِ الحديديَّةِ. التقطتْ الكاميرا الخاصَّةُ بالتقاطِ أرقامِ السَّياراتِ المشهدَ المُروِّع والقطارُ يتَّجِهُ نحوَ السَّيَّارَةِ. قالَ الضَّابطُ: "كانَ القِطارُ قادمًا بسرعةٍ تُقدَّرُ من خمسين إلى ثمانين ميلًا في السَّاعَةِ )80- 128 كم/س(". وبدونِ…

بنَّاءٌ حكيمٌ

سوجورنر تروث الَّتي كانَ اسمُها عندَ مولدِها إيزابيلا بومفري، وُلدتْ في العبوديَّةِ عامَ 1797 في إيسوبوس، نيويورك. وعلى الرَّغمِ مِنْ أنَّ كُلَّ أولادِها بيعوا كـ عبيدٍ، إلَّا أنَّها هربتْ للحُرِّيَّة عام 1826 مع ابنةٍ واحدةٍ وعاشتْ معَ أُسرةٍ دفعتْ ثمنَ حُرِّيَتِها. وبدلًا مِنَ السَّماحِ لنظامٍ ظالمٍ بالإبقاءِ على أُسرتِها مُنفصِلَةً، اتَّخذتْ إجراءاتٍ قانونيَّةٍ لاستعادَةِ ابنِها الصَّغيرِ بيتر - هذا إنجازٌ…

نفوسُنا الحقيقيَّةُ

يُوجدُ في ألبومِ الصُّورِ القديمِ لوالديَّ صورةُ صبيٍّ صغيرٍ. وجهُهُ مستديرٌ ومنمِّشٌ وشعرُهُ أشقرٌ فاتحٌ مستقيمٌ )غيرُ مُجعَّدٍ أو مُموِّجٍ(، يُحبُّ الرُّسومُ المُتحرِّكَةُ ويكرهُ فاكهةَ الأفوكادو ولديِهِ شريطُ تسجيلِ أغاني واحدٍ لفريقِ الآبا. وفي داخلِ هذا الألبومِ أيضًا صورٌ لمراهقٍ. وجهُهُ طويلٌ وليسَ مستديرًا؛ شعرُهُ مموَّجٌ وليسَ مستقيمًا. وليسَ لديهِ نمشٌ ويحبُّ الأفوكادو ومشاهدةَ الأفلامِ أكثرَ مِنَ الرُّسومِ المُتحَرِّكَةِ، ولا…

انتظارٌ في رجاءٍ

كانَ روجيليو النَّادِلُ يخدُمَنا خلالَ إجازَتِنا الَّتي استمرَّتْ أسبوعًا. وفي إحدى محادثاتِنا أرجعَ الفضلَ ليسوع في مباركَتِهِ بزوجَتِهِ كالي الحنونَةِ قويَّةِ الإيمانِ. وبعدَما أنجبا طفلَهُما الأوَّلَ أعطاهما اللهُ فُرصَةَ المساعدَةِ في رعايةِ ابنةِ قريبتهما الَّتي تُعاني من متلازِمَةِ داون )تشوُّهٍ جينيٍّ يتسبَّبُ في تأخُّرِ النُّموِّ الجَّسديِّ والعقليِّ(. وبعدَ فترةٍ وجيزةٍ، احتاجتْ أم زوجةِ روجيليو رعايةً دائمةً )شخصٌ يقيمُ معها ويرعاها…

عدالةٌ كامِلَةٌ

مهما حاولنا بأقصى طاقَتِنا ومهما كانتْ جُودَةُ العملِ الَّذي يقومُ به المسئولون، فغالبًا ما تكونُ العدالةُ البشريَّةُ معيبةً. فكُلُّ المعلوماتِ لا تكونُ أبدًا لدينا. وفي بعضِ الأحيانِ يتلاعَبُ أشخاصٌ غيرُ أمناءِ بالحقائِقِ. وغالبًا ما يستغرِقُ تصحيحُ الشَّرِّ سنواتٍ، إذا حدثَ ذلكَ في فترةِ حياتِنا على الأرضِ. شكرًا للهِ، لأنَّ عدالَتَهُ كاملةٌ وصحيحةٌ تمامًا على عكسِ البشرِ المتقلبين. يقولُ موسى: "هُوَ…

لا بأسَ مِنَ الرَّثاءِ

سقطتُ على ركبتيَّ ودموعي تنهمرُ وتسقطُ على الأرضِ. صرختُ قائلةً: "لماذا يا الله، ألستَ أنتَ تهتمُّ بي؟" كانَ ذلكَ خلالَ وباءِ كورونا عام 2020. فقد تمَّ تسريحي من العملِ لمُدَّةِ شهرٍ، وحدثَ خطأٌ ما في طلبِ البطالَةِ الخاصِّ بي. ولم أتلقَ أيَّ أموالٍ ولم يصلْ شيك الحافزِ الَّذي وعدتْ بهِ حكومةُ الولاياتِ المُتَّحِدَةِ. كنتُ أثِقُ في أعماقي بأنَّ اللهَ سيقومُ…

حياةٌ رائعةٌ (جديرةٌ بالاهتمامِ والملاحظةِ)

عرفتُ عن كاثرين هاملين الجَّراحةُ الأستراليَّةُ الرَّائِعَةُ من خلالِ قراءَةِ نعيها. أسَّست كاثرين وزوجُها المستشفى الوحيد في العالمِ المُخصَّصَ لعلاجِ النِّساءِ الَّلاتي تُعانين مِنَ الصَّدماتِ الجَّسديَّةِ والعاطفيَّةِ النَّاتِجَةِ عن إصابتهن بناسورِ الولادَةِ، وهي إصابةٌ شائِعَةٌ في الدُّولِ النَّاميةِ تحدثُ أثناءَ الولادَةِ )ثقبٌ يحدثُ بين المُستقيمِ أو المثانَةِ والمهبَلِ أثناءَ الولادةِ ويؤدي إلى تسرُّبِ البولِ أو البُرازِ من المهبلِ(. يعودُ الفضلُ…

إلهُ العدلِ

ربَّما كانتْ أكثرَ بقرةٍ مُلامَةٍ في التَّاريخِ )أو كبشَ فداءٍ يُلقى الَّلومُ عليه(. لا نعلمُ إنْ كانَ اسمُها ديزي أو مادلين أو جويندولين )كُلُّ هذه الأسماءِ اقتُرحَتْ(، لكنَّ بقرةَ السَّيِّدَةِ أوليري أُلقيَ الَّلومُ عليها في التَّسبُّبِ بحريقِ شيكاجو الكبيرِ عام 1871 الَّذي أدى إلى تدميرِ بيوتِ ثلثِ سُكَّانِ المدينة. اضَّطرمتْ النِّيرانُ المستعرةُ بفعلِ الرِّياحِ ثلاثةَ أيَّامٍ في المنازِلِ الخشبيَّةِ وأودتْ…